"12 ساعة" فيلم قصير يروي قصة أمّ ( في السبعين من عمرها وتبدو ملامح التعب والإرهاق على وجهها وجسمها ) تعيش كلّ ليلة روتينًا يبدأ الساعة التاسعة مساءً وينتهي الساعة التاسعة صباحًا، ومن خلال هذا الروتين سنتعرّف على تلك السيدة التي فقدت زوجها عندما كان يدافع عن وطنه في صفوف الجيش وتركها تعيش مع إبنها الوحيد. علاقة هذه الأم بإبنها علاقة قوية وحميمة وذلك سوف يظهر واضحًا من خلال معاملتها لإبنها الشاب وكأنّه مازال طفلًا. فهي تقلق عندما يتأخّر ولا تأكل قبل أن يأكل وقد نشعر في بعض الأحيان أنّها مستعدّة لإلغاء ذاتها من أجله. الإبن يبادلها هذه المشاعر (وهو شاب في الخامسة والعشرين من عمره) يخاف على صحتها ويذكّرها في مواعيد أدويتها ولا يبخل عليها لا بالوقت ولا بالإهتمام. الأمّ والإبن سيقضيان هذه الليلة يهتمّان ببعضهما البعض ومن خلال الأحاديث بينهما، سنتعرّف عليهما أكثر؛ كيف عاشا دون الوالد الذي ترك فراغًا كبيرًا في حياتهما كما سنتعرّف على عائلة الجيران والتي تشبه إلى حدّ كبير العائلات اللبنانة المتوسطة الحال والتي تعاني من عدّة مشاكل. هذه العائلة مؤلفة من أمّ وهي ربّة منزل متواضعة، همّها الوحيد أولادها؛ الزوج الذي يعود منهك من عمله ولا يقوم بأي شيء غير الجلوس على الكنبة دون التدخل بأحد. الإبنة العاطلة عن العمل رغم أنّها حالمة أن تجد وظيفة في اللإختصاص الذي درسته في الجامعة وهي ناقمة على وضعها. الإبن والذي يعمل ويدرس كي يؤمّن مستقبله ويستطيع دفع قسطه الجامعي الباهظ. والإبنة الصغرى التي لا تظهر في الفيلم. لينتهي الفيلم عند حلول الساعة التاسعة صباحًا بصدمة سوف يتلقاها المشاهد عندما سيكتشف أنّه في الحقيقة لا وجود لهذا الإبن الذي قضى الليلة في منزل الم وأنّ كلّ ما عاشته هذه الأمّ كان من نسج خيالها. الإبن هو في الحقيقة إبن الجارة الذي يراه المشاهد في نهاية الفيلم يأخذ زوّادته من أمّه والذي لا وجود له في حياة تلك الأم الفاقدة لأوقات الحقيقة في حياتها. فتلك الأم ترى فيه إبنها الوحيد الذي فقدته وكان بنفس عمر ابن الجيران وفقدت معه معنى الحياة. فهي تعيش حالة نكران قوّية ولا تتقبّل الواقع المرير.